الخميس، 5 أغسطس 2010

الرئيس قحطان الشعبي



الرئيس  قحطان الشعبي 

ــ ولد قحطان محمد الشعبي في عام 1923م في قرية "شعب" بمنطقة "الصبيحة" (بمحافظة لحج ) ولم يرَ أباه قط فقد ولد يتيماً حيث توفي والده قبل اشهر من ولادة قحطان وهو ثالث أخويه، حيث يكبره شقيقان هما سعيد ، ومريم .

 ــ تعلم قحطان في وادي شعب القراءة والكتابة وحفظ اجزاء من القرآن الكريم،وأنزله الشيخ عبداللطيف الى عدن وألحقه بالدراسة في "مدرسة جبل حديد" المعروفة ب "مدرسة أولاد الامراء" وهي اشهر مدرسة في تاريخ عدن حتى اليوم ولا تزال معالمها قائمة. وتوجه قحطان في بعثة دراسية الى السودان ، واكمل تعليمه بتخرجه مهندساً زراعياً في كلية الزراعة بالخرطوم.
ــ مارس العمل السياسي وهو في سن الشباب عندما كان طالباً جامعياً بالسودان شارك في المظاهرات ووزع المنشورات المعادية للاحتلال البريطاني للسودان وتعرض جراء ذلك للاعتقال والضرب مراراً.
 ــ منذ 1940م عمل كمهندس زراعي، وعمل لفترة مديراً للزراعة في أبين، ثم المنطقة الشرقية حيث عمل ناظراً للزراعة لسلطنتي القعيطية والكثيرية، وعمل مديراً للزراعة بالسلطنة العبدلية اي وزيراً للزراعة بالسلطنة.
ــ منحه البريطانيون في عدن درجة وظيفية رفيعة وحملها من ابناء الجنوب ثلاثة فقط احدهم  قحطان فلم تكن تمنح إلا لاعتبارات موضوعية ووفق شروط صعبة ودقيقة.
ــ منذ 1950م قحطان الشعبي واحداً من مؤسسي "رابطة ابناء الجنوب" التي اعتبرت حينئذ حزباً تقدمياً فقد كانت تطالب باستقلال الجنوب ووحدته.
ــ عام 1958م غادر الى تعز في المملكة المتوكلية اليمنية ، واتجه للقاهرة طالباً اللجوء السياسي.

-         أسس المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي فرع حركة القوميين العرب في اليمن عام 1956م عندما كان طالباً بالثانوية في مصر، وانضم قحطان وآخرون الى الحركة بشكل سري..

-         عام 1960م استقال قحطان من الرابطة وزملاؤه سيف الضالعي وعلي أحمد السلامي وطه مقبل وسالم زين محمد وعلي محمد الشعبي واحمد عبده جبلي وعبدالكريم سروري وغيرهم ، واوضح بيان استقالتهم الاسباب التي كان من اهمها ان الرابطة انحرفت عن المبادئ والاهداف القومية وذلك لإحيائها الدعوة الانفصالية القديمة التي كانت تهدف لإقامة دولة مستقلة بعدن والإمارات وليست  يمنية الهوية.
ــ أكتوبر1959 قحطان وفيصل وضعا كتيباً باسم حركة القوميين العرب بعنوان" إتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية" يعتبر أهم وثيقة سياسية وطنية خلال مرحلة الإحتلال البريطاني لجنوب الوطن, وفي هذا الكتاب ظهرت أول دعوة لإنتهاج الكفاح المسلح كوسيلة لتحرير الجنوب.
ــ مايو 1962م قحطان اصدر كتابه "الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن" لاقامه الجبهة القومية على مستوى  جنوب اليمن وشماله لتعمل على إقامة نظام جمهوري في الشمال اليمني ومن ثم الإنطلاق لتحرير الجنوب اليمني من الإستعمار البريطاني 
-        اكتوبر 1962م انتقل قحطان من الفاهرة الى صنعاء وعين مستشاراً للرئيس الراحل عبدالله السلال لشؤون الجنوب المحتل كما عين رئيساً لمصلحة الجنوب بصنعاء
 ــ فبراير 1963م ترأس اجتماعاً لابناء الجنوب المتواجدين في الشمال، وقرأ بيان قيام جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل واصبح اسمها لاحقاً الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل والتي اصبح قحطان أميناً عاماً لها وظل في هذا الموقع حتى تحقق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وظل فيه وهو رئيس لدولة الإستقلال (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) وحتى استقالته في 22 يونيو 1969. وقام أثناء حرب التحرير بتمثيل الجبهة القومية في كثير من المؤتمرات وفي كثير من الزيارات للدول العربية والصديقة المؤيدة لحركات التحرر الوطني، وكانت الجبهة قد تشكلت من عدد من المنظمات السرية في الجنوب اهمها فرع حركة القوميين العرب  بقيادة فيصل عبداللطيف.

  ــ في 14 أكتوبر1963هاجمت القوات البريطانية الشيخ راجح غالب لبوزة ومجموعته من آل قطيب بردفان العائدة من الجمهورية العربية اليمنية بعد مشاركتها في القتال قي الصف الجمهوري, وأستشهد لبوزة في ذلك الهجوم وإندلعت إنتفاضة قبلية في ردفان ضد القوات البريطانية فأعلن قحطان الشعبي باسم الجبهة القومية الكفاح المسلح لتحرير الجنوب  وقام بتوفير الدعم بكافة اشكاله للمقاتلين في اول جبهة قتال وهي ردفان.. وأوصل بنفسه أول قافلة دعم الى جبهة ردفان وشارك في عدد من  معارك جبهتي ردفان والضالع.

ــ في13يناير1966 تم الإعلان عن قيام تنظيم سياسي جديد هو"جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل" بترتيب من المخابرات العامة المصرية بقيادة صلاح نصر التي ضمت عدداً من السلاطين والأمراء السابقين وبعض الشخصيات السياسية التي عارضت أسلوب الكفاح المسلح عندما بدأت ثورة14أكتوبر, وبموافقة وتوقيع عضو واحد من قيادة الجبهة القومية تم ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير, فأعلن قحطان الشعبي من القاهرة عدم شرعية ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير وأن تلك مؤامرة للقضاء على الجبهة القومية بعد أن أخذت الثورة المسلحة في الجنوب تحقق المزيد من الإنتصارات’ وعلى إثر ذلك أحتجزته السلطات المصرية (منعته من مغادرة مصر) كما أحتجزت فيصل عبداللطيف.






ــ بعد نحو 9 أشهر من إحتجازه تمكن فيصل عبد اللطيف الشعبي من تضليل الأجهزة المصرية وغادر إلى بيروت ومنها عاد عبر تعز إلى الجنوب وعقد المؤتمر الثالث للجبهة القومية في منطقة "حُمر" باليمن الشمالي والقريبة من "قعطبة" وأقر المؤتمر فصل الجبهة القومية عن جبهة التحرير, وظل قحطان محتجزاً وفي يونيو 1967 م استقبل الرئيس المصري جمال عبدالناصر قحطان الشعبي واعتذر له عن إحتجازه بمصر وعن الموقف المصري من الجبهة القومية محملا المسئولية لصلاح نصر لأنه كان يضلله بمعلومات خاطئة عن الجبهة القومية وعن ما يحدث في الجنوب, ومن ثم سمح عبدالناصر للشعبي بمغادرة مصر فغادرها في أغسطس1967 إلى الجنوب عبر تعز ومصطحباً معه العضو القيادي بالجبهة القومية عبدالفتاح اسماعيل الذي كان قد إنضم إلى جبهة التحرير وهجر اليمن جنوبا وشمالا في شهر مايو1966 واستقر في العاصمة المصرية رافضاً حتى العودة لليمن للمشاركة في أعمال المؤتمر الثاني للجبهة القومية المنعقد في"جبلة"باليمن الشمالي في يوليو1966 والمؤتمر الثالث المنعقد في "حُمر" في نوفمبر1966!    .

ــ بدأت مباحثات الاستقلال في 21 نوفمبر 1967، وفي صباح28نوفمبر عقدت الجلسة الأخيرة وفي 29 نوفمبر 1967 دُعي الصحفيون ومراسلو وكالات الأنباء للدخول إلى القاعة التي عقدت فيها مباحثات الإستقلال ليشهدوا اللحظة التاريخية لحظة توقيع قحطان الشعبي ولورد شاكلتون على إتفاقية استقلال جنوب اليمن وذلك بعد احتلال بريطاني للجنوب دام نحو 129 عاماً .

ــ في صباح  يوم الاستقلال 30نوفمبر1967 إزدحمت ساحات وشرفات مطار عدن وماجاوره من طرقات بعشرات الألوف  من الرجال والنساء الذين قدموا من مختلف مناطق الجنوب لإستقبال قحطان الشعبي والوفد العائد من جنيف بعد أن إنتزع من الوفد البريطاني إستقلالا كاملا على مستوى السيادتين الداخلية والخارجية وقالت وكالات الأنباء بأن الشعب استقبل في عدن قحطان الشعبي كبطل تاريخي , وعلى طول الطريق من مطار عدن بحي خورمكسر إلى مقر الحكم بحي التواهي (مقر المندوب السامي البريطاني سابقاً) اكتظ جانبي الطريق بالجماهير التي أخذت تهتف بحياة قحطان الشعبي والجبهة القومية.

ــ في يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 م انتخبت القيادة العامة للجبهة القومية المناضل قحطان الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وكلفته بتشكيل الحكومة واعلان الاستقلال رسمياً.

ــ نتيجة التآمر الداخلي الذي تعرضت له دولة الإستقلال من قبل "اليسار " في التنظيم السياسي الحاكم الجبهة القومية اجبرالرئيس قحطان الشعبي إلى تقديم إستقالته من كافة مناصبه في 22يونيو1969 وكذلك استقال فيصل عبداللطيف الذي كان قد تولى رئاسة الحكومة في ابريل,1969 وقام في عدن نظام حكم ماركسي وعاث في الشعب قتلا وحبساً وتشريداً ومصادرة للممتلكات الخاصة, وأحتجز قحطان وفيصل .
-        مارس 1970م  نقلا إلى "معتقل الفتح"بحي التواهي بعدن وفي ابريل1970م تم إغتيال المناضل فيصل في زنزانته فيما نقل المناضل قحطان إلى كوخ خشبي بمنطقة دار الرئاسة وظل معتقلا إنفراديا بدون محاكمة أو تحقيق أو حتى تهمة حتى أعلنت السلطة في عدن عن وفاته في 7/7/1981 ( عن 57 عاماً) و قد فشلت كل الجهود والوساطات التي بذلها لدى عدن كثير من الحكام العرب لإطلاق سراح قحطان الشعبي من معتقله.
ــ إتسم عهد الرئيس قحطان الشعبي بالإعتدال وكان إشتراكياً معتدلا على طريقة ألإشتراكية العربية في مصر والجزائر, وكان عهده عهداً أبيضاً فلم ترق فيه قطرة دم غيلة, ورفض الرئيس قحطان تنفيذ حكم الإعدام بحق عدد من سلاطين وحكام العهد الإستعماري حوكموا بعد الإستقلال حضورياً أمام محكمة أمن الدولة بعدن فقضت بإعدامهم وأصر اليساريون المزايدون في القيادة العامة للجبهة القومية على تنفيذ ألإعدام لكن الرئيس رفض ولجأ لإختصاصاته كرئيس للجمهورية وخفف الحكم إلى السجن لمدة 10 أعوام.


ــ رفض بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني (الذي تأسس في 1978كبديل للجبهة القومية) إخراج جنازة لقحطان الشعبي لكن   الشهيد علي عنتر نائب الرئيس علي ناصر محمد أصر على إخراجها وفرض إرادته, وشاركت جماهير غفيرة في السير خلف الجنازة بينهم مئأت من مناضلي حرب التحرير الذين كانو قد تواروا في زمن الحكم الماركسي فقدموا من مختلف المحافظات ليودعوا الرجل الذي قادهم في مرحلة حرب التحرير, وجرى دفن جثمان الشهيد قحطان في مقبرة الشهداء بحي "كريتر".